الزوّار

HSN Discount Codes

2011/08/05

عار على يدي إذا صافحت يدا طوحت بأعناق شعبي


في 1979 عندما عقد السادات معاهدة السلام مع اسرائيل صرخ أمل دنقل برائعته:
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ ..؟
وكيف تصير المليكَ ..
على أوجهِ البهجة المستعارة ؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف ؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم - الآن - صار وسامًا وشارة
لا تصالح ،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك : سيفٌ
وسيفك : زيفٌ
إذا لم تزنْ - بذؤابته - لحظاتِ الشرف
واستطبت - الترف
(5)
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس ..
واروِ أسلافَكَ الراقدين ..
إلى أن تردَّ عليك العظام !
(8)
لا تصالح
فما الصلح إلّا معاهدة بين ندّين
(في شرف القلب)
لا تنتقص
والذي اغتالني محض لصّ
سرق الأرض من بين عينيّ
والصمت يطلق ضحكته الساخرة

(9)
لا تصالح
ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد
وامتطاء العبيد
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،
وسيوفهم العربية، قد نسيتْ سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك .. المسوخ !


وحاليا يسعى محمود عبّاس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية, وبالتالي السلطة الفلسطينية, إلى نيل اعتراف الأمم المتحدّة بحقّ فلسطين في أن تكون دولة.
حقّ جميعنا نتفقّ عليه ونتمنّاه ونستغرب عدم تحقّقه حتى الآن, ولكن .. عندما نلمّ بتاريخ فلسطين الحديث ومعنى الاعتراف بفلسطين كدولة , ربّما نترددّ أو نتراجع ..
وأنا .. كفتاة تحمل دما وإرثا وانتماء فلسطينيا ومعي 61% من الشعب الفلسطيني -حسب استطلاع للرأي نشرته جيروزاليم بوست- نخاف من أن الاعتراف بفلسطين كدولة والأمور على ماهي عليه الآن سيضيّع قضيّة فلسطين والفلسطينيون, ولذا أرفضه ويرفضونه حتى تطمئن مخاوفنا, وإن كان ذلك يمنع عودة أمي إلى وطنها, ويمنع تعّرفي أنا على وطني الثاني, ويمددّ أشكالا عديدة من المعاناة يعيشونها.

منظمة التحرير الفلسطينيّة تأسسّت عام 1964 كممثل وحيد للشعب الفلسطيني بهدف تحرير فلسطين -كامل فلسطين- بالكفاح المسلّح.

في عام 1974 قررت المنظمة أن تنشأ دولة ديمقراطية علمانية ثنائية القوميّة ضمن حدود فلسطين الإنتدابية (وهي بحسب علمي حوالي 45% من أرض فلسطين) أو على أي قطعة محررّة من الأرض, وعارضتها جهات عرفت لاحقا بجبهة الرفض -جبهة القوى الفلسطينيّة الرافضة للحلول الإستسلاميّة- وهي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة, جبهة التحرير العربية, جبهة النضال الشعبي الفلسطيني, منظمة الصاعقة. وجمدّت فصائل الجبهة مشاركاتها في نشاط منظمة التحرير الفلسطينيّة.

بعد حرب 1967, استولت اسرائيل على الضفة الغربية, قطاع غزة, شبه جزيرة سيناء, هضبة الجولان, وضمّت القدس الشرقيّة وما جاورها من قرى إليها. فصدر قرار مجلس الأمن 242 والذي نصّ على (انسحاب اسرائيل من أراض محتلة مؤخرا, انهاء حالة الحرب, الإعتراف ضمنا باسرائيل دون حلّ قضيّة فلسطين واعتبارها قضيّة لاجئين, حل قضيّة اللاجئين, حرية الملاحة في الممرّات الدوليّة). قضايا لا زالت غالبيتها لم تحلّ.

سنة 1988, تبنّت المنظمة رسميّا حلّ الدولتين (العيش بسلام مع اسرائيل, عودة اللاجئين, الاستقلال الفلسطيني على الأراضي المحتلّة في 1967, واتخاذ القدس الشرقيّة عاصمة لهم).

وفي مؤتمر مدريد عام 1991, اعترفت منظمة التحرير الفلسطينيّة بقرار مجلس الأمن 242 -والذي يتضمن اعترافا ضمنيا باسرائيل- بعد أن عارضوه لسنوات لاعتباره تفريطا في الحقوق التاريخيّة لفلسطين ولأنّه "يطمس الحقوق الوطنيّة والقوميّة للشعب, ويتعامل مع قضيته كمشكلة لاجئين".
الجدير بالذكر أن اسرائيل اشترطت لحضور المؤتمر تواجد الوفد الفلسطيني ضمن الوفد الأردني لا مستقلّا عنه !

بعد مؤتمر مدريد, بدأت مفاوضات ومحادثات سريّة بين منظمة التحرير واسرائيل نتج عنها اتفاق أوسلو في 1993. اعترف فيه ياسر عرفات -رئيس منظمة التحرير الفلسطينيّة في ذلك الوقت- باسرائيل, واعترفت اسرائيل بمنظمة التحرير كممثل وحيد للشعب الفلسطيني, ونصّ الاتفاق على إقامة سلطة حكومة ذاتيّة انتقاليّة فلسطينيّة -السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة لاحقا- في الضفة الغربيّة وقطاع غزّة وعاصمتها القدس, مجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني, وهذا في فترة انتقاليّة لا تتجاوز الخمس سنوات, وتشهد مفاوضات بين الطرفين للتوصّل إلى تسوية دائمة على أساس قراري مجلس الأمن 242 و 338, وتغطّي قضايا القدس, اللاجئون, المستوطنات, الحدود, العلاقات والتعاون مع دول الجوار, والترتيبات الأمنيّة -إنشاء شرطة فلسطينيّة قويّة في القطاع والضفة وتولّي اسرائيل الدفاع ضد التهديدات الخارجيّة- .

وشهد عام 1996 انتخاب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الفلسطينيّة أو ماسمّي بمناطق الحكم الذاتي, وقام إثر ذلك بالغاء عبارات داعية للقضاء على اسرائيل في ميثاقه, وحذف 12 بندا وتغيير جزئي في 16 بند من أصل 30 بندا من الميثاق الوطني الفلسطيني, والذي أُقرّ عند إعلانه أن لا يُغيّر ولا يُعدّل إلا بإجماع كافة الشعب الفلسطيني !
ولأن لكلّ فعل ردة فعل .. تكثفت الهجمات على اسرائيل بعد توقيع الإتفاقية, مما أعطى حكومتها عذرا للتشكيك في صدق نوايا الفلسطينييّن في الإتجاه نحو السلام, وللمماطلة أو التخلّي عن تطبيق شروط الإتفاقيّة !

كل مفاوضات ومعاهدات واتفاقيات السلام بين العرب واسرائيل لم تكن أكثر من خسارة واهانة وتنازلات لنا, وغطرسة وارهابا واذلالا منهم. لو سمعوا فقط ماقاله دنقل:
(6)
لا تصالح 
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي - لمن قصدوك - القبول
سيقولون :
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ - الآن - ما تستطيع :
قليلاً من الحق ..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة !

*للأمانة: معلومات كثيرة أخذتها من ويكيبيديا العزيزة.
*العنوان اقتباس عن جورج حبش.

هناك 3 تعليقات:

  1. للأرواح التي تمضي خلال الأيام والتي تتصف بالعطاء بلا حدود

    ودائماً هي سطور الشكر تكون في غاية الصعوبة عند صياغتها

    ربما لأنها تشعرنا دوماً بقصورها وعدم إيفائها حق من نهديه هذه الأسطر

    واليوم تقف أمامنا الصعوبة ذاتها
    ونحن نحاول صياغة كلمات شكر إلى ينبوع عطاء تدفق بالخير الكثيرلذا حبيبتي هدوول أنت العطاء الذي يتدفق بالخير من كلمات لا توصف ابدا لذا شكر لكي حبيبتي هدوول ()()()()()()

    ردحذف
  2. شكرا .. أسعدتني تعليقاتكما :)

    ردحذف