وقع خطوات كسر الصمت الذي أحاط بنا لحوالي ساعة ... طبيب يخرج من الغرفة مبشرا
"مبروك جالكوا ولد زي القمر"
جملة كنا نتمنى منذ زمن سماعها وخصوصا أمّي, أمّي التي لم تخرج بعد من الغرفة
سألناه عنها, فقال بأنهم لم ينتهوا منها بعد وسيخرج لاحقا من يطمئننا عليها
لحظات مرت و إذا بهم يخرجون "أخي" !
أخي الأول, حلم أمّي, حلم أبيه والعائلة ... صبي صغير أتى ليكمل الناقص من حياتنا
تبعه الجميع عند أخذه إلى حضانة الأطفال, بينما بقيت أنتظر أمّي ..
يصبح الإنتظار قاتلا أحيانا -صعب و مؤلم- والوقت قاسيا .. وكانت دموعي وخطواتي في ممّر غرف الولادة هو ردّي عليهما !!
فتحت الأبواب وأخرجوا أمّي, ملاكي خرجت .. تصرخ متألمّة في مرحلة بين الوعي واللاوعي
من بين آلامها سألت عن ابنها, حلمها .. وحين اطمّئنت عليه .. تخللّ ألمها ابتسامة فرح وربما فخر !
كانت اللحظة التي احتضنت فيها أمّي "محمّدها" لحظة مليئة بالعواطف لنا جميعا..
برغم أوجاعها .. كانت تبتسم مدركة بأن هذا المخلوق الصغير يستحقّ كل ما عانت لأجله ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق