على أمل الإنتماء
2011/11/09
2011/09/03
2011/08/05
عار على يدي إذا صافحت يدا طوحت بأعناق شعبي
في 1979 عندما عقد السادات معاهدة السلام مع اسرائيل صرخ أمل دنقل برائعته:
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ ..؟
وكيف تصير المليكَ ..
على أوجهِ البهجة المستعارة ؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف ؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم - الآن - صار وسامًا وشارة
لا تصالح ،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك : سيفٌ
وسيفك : زيفٌ
إذا لم تزنْ - بذؤابته - لحظاتِ الشرف
واستطبت - الترف
(5)
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس ..
واروِ أسلافَكَ الراقدين ..
إلى أن تردَّ عليك العظام !
(8)
لا تصالح
فما الصلح إلّا معاهدة بين ندّين
(في شرف القلب)
لا تنتقص
والذي اغتالني محض لصّ
سرق الأرض من بين عينيّ
والصمت يطلق ضحكته الساخرة
(9)
لا تصالح
ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد
وامتطاء العبيد
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،
وسيوفهم العربية، قد نسيتْ سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك .. المسوخ !
وحاليا يسعى محمود عبّاس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية, وبالتالي السلطة الفلسطينية, إلى نيل اعتراف الأمم المتحدّة بحقّ فلسطين في أن تكون دولة.
حقّ جميعنا نتفقّ عليه ونتمنّاه ونستغرب عدم تحقّقه حتى الآن, ولكن .. عندما نلمّ بتاريخ فلسطين الحديث ومعنى الاعتراف بفلسطين كدولة , ربّما نترددّ أو نتراجع ..
وأنا .. كفتاة تحمل دما وإرثا وانتماء فلسطينيا ومعي 61% من الشعب الفلسطيني -حسب استطلاع للرأي نشرته جيروزاليم بوست- نخاف من أن الاعتراف بفلسطين كدولة والأمور على ماهي عليه الآن سيضيّع قضيّة فلسطين والفلسطينيون, ولذا أرفضه ويرفضونه حتى تطمئن مخاوفنا, وإن كان ذلك يمنع عودة أمي إلى وطنها, ويمنع تعّرفي أنا على وطني الثاني, ويمددّ أشكالا عديدة من المعاناة يعيشونها.
منظمة التحرير الفلسطينيّة تأسسّت عام 1964 كممثل وحيد للشعب الفلسطيني بهدف تحرير فلسطين -كامل فلسطين- بالكفاح المسلّح.
في عام 1974 قررت المنظمة أن تنشأ دولة ديمقراطية علمانية ثنائية القوميّة ضمن حدود فلسطين الإنتدابية (وهي بحسب علمي حوالي 45% من أرض فلسطين) أو على أي قطعة محررّة من الأرض, وعارضتها جهات عرفت لاحقا بجبهة الرفض -جبهة القوى الفلسطينيّة الرافضة للحلول الإستسلاميّة- وهي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة, جبهة التحرير العربية, جبهة النضال الشعبي الفلسطيني, منظمة الصاعقة. وجمدّت فصائل الجبهة مشاركاتها في نشاط منظمة التحرير الفلسطينيّة.
بعد حرب 1967, استولت اسرائيل على الضفة الغربية, قطاع غزة, شبه جزيرة سيناء, هضبة الجولان, وضمّت القدس الشرقيّة وما جاورها من قرى إليها. فصدر قرار مجلس الأمن 242 والذي نصّ على (انسحاب اسرائيل من أراض محتلة مؤخرا, انهاء حالة الحرب, الإعتراف ضمنا باسرائيل دون حلّ قضيّة فلسطين واعتبارها قضيّة لاجئين, حل قضيّة اللاجئين, حرية الملاحة في الممرّات الدوليّة). قضايا لا زالت غالبيتها لم تحلّ.
سنة 1988, تبنّت المنظمة رسميّا حلّ الدولتين (العيش بسلام مع اسرائيل, عودة اللاجئين, الاستقلال الفلسطيني على الأراضي المحتلّة في 1967, واتخاذ القدس الشرقيّة عاصمة لهم).
وفي مؤتمر مدريد عام 1991, اعترفت منظمة التحرير الفلسطينيّة بقرار مجلس الأمن 242 -والذي يتضمن اعترافا ضمنيا باسرائيل- بعد أن عارضوه لسنوات لاعتباره تفريطا في الحقوق التاريخيّة لفلسطين ولأنّه "يطمس الحقوق الوطنيّة والقوميّة للشعب, ويتعامل مع قضيته كمشكلة لاجئين".
الجدير بالذكر أن اسرائيل اشترطت لحضور المؤتمر تواجد الوفد الفلسطيني ضمن الوفد الأردني لا مستقلّا عنه !
بعد مؤتمر مدريد, بدأت مفاوضات ومحادثات سريّة بين منظمة التحرير واسرائيل نتج عنها اتفاق أوسلو في 1993. اعترف فيه ياسر عرفات -رئيس منظمة التحرير الفلسطينيّة في ذلك الوقت- باسرائيل, واعترفت اسرائيل بمنظمة التحرير كممثل وحيد للشعب الفلسطيني, ونصّ الاتفاق على إقامة سلطة حكومة ذاتيّة انتقاليّة فلسطينيّة -السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة لاحقا- في الضفة الغربيّة وقطاع غزّة وعاصمتها القدس, مجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني, وهذا في فترة انتقاليّة لا تتجاوز الخمس سنوات, وتشهد مفاوضات بين الطرفين للتوصّل إلى تسوية دائمة على أساس قراري مجلس الأمن 242 و 338, وتغطّي قضايا القدس, اللاجئون, المستوطنات, الحدود, العلاقات والتعاون مع دول الجوار, والترتيبات الأمنيّة -إنشاء شرطة فلسطينيّة قويّة في القطاع والضفة وتولّي اسرائيل الدفاع ضد التهديدات الخارجيّة- .
وشهد عام 1996 انتخاب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الفلسطينيّة أو ماسمّي بمناطق الحكم الذاتي, وقام إثر ذلك بالغاء عبارات داعية للقضاء على اسرائيل في ميثاقه, وحذف 12 بندا وتغيير جزئي في 16 بند من أصل 30 بندا من الميثاق الوطني الفلسطيني, والذي أُقرّ عند إعلانه أن لا يُغيّر ولا يُعدّل إلا بإجماع كافة الشعب الفلسطيني !
ولأن لكلّ فعل ردة فعل .. تكثفت الهجمات على اسرائيل بعد توقيع الإتفاقية, مما أعطى حكومتها عذرا للتشكيك في صدق نوايا الفلسطينييّن في الإتجاه نحو السلام, وللمماطلة أو التخلّي عن تطبيق شروط الإتفاقيّة !
كل مفاوضات ومعاهدات واتفاقيات السلام بين العرب واسرائيل لم تكن أكثر من خسارة واهانة وتنازلات لنا, وغطرسة وارهابا واذلالا منهم. لو سمعوا فقط ماقاله دنقل:
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي - لمن قصدوك - القبول
سيقولون :
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ - الآن - ما تستطيع :
قليلاً من الحق ..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة !
*للأمانة: معلومات كثيرة أخذتها من ويكيبيديا العزيزة.
*العنوان اقتباس عن جورج حبش.
2011/07/27
Dare To Be Free
"من الصعب أن تحررّ السذّج من الأغلال التي يبجلونها" فولتير
هؤلاء السذّج هم وللأسف غالبية في مجتمعنا, والأغلال صنعتها أقليّة في سعيها للسيطرة فنجحت, فسرعان ما أصبح المجتمع معتادا على التبعيّة والإعتماديّة, مرتاحا لوجود أشخاص يحددّون له قيمه وطريقة عيشه وتفكيره وحتّى المواقف والقرارات التي عليه اتّخاذها.
لقد خضع أجدادنا لهذه الأقليّة لأسباب لا أستطيع أن أخمنها, لكن سؤالي هو: لماذا تستمر الأجيال بتبني نفس الموقف ونستمر بتخويلهم موقف المسيطر؟!
ربما كان نمط حياتنا السريع قد سببّ لنا خمولا وكسلا إن لم يكن تكاسلا حتّى تعاجزنا عن إعمال عقولنا. لقد مرّت مئات السنين على عصر أجدادنا وأجدادهم, وآرائهم وأفكارهم قد عفا عليها الزمن, فمتى ندرك بأننا لا نخونهم بالتقدّم بمجتمعنا وبتنمية أنفسنا؟ متى نبدأ باتخاذ مواقفنا وقراراتنا بأنفسنا دون أن نُنبذ أو نُعتبر "مغردين خارج السرب"؟ متى نفعل مانراه نحن صائبا بدل أن نفعل ما وجدنا عليه آبائنا؟
متى نستوعب بأن واجبنا هو فعل الصحيح وليس المقبول ؟؟!
هؤلاء السذّج هم وللأسف غالبية في مجتمعنا, والأغلال صنعتها أقليّة في سعيها للسيطرة فنجحت, فسرعان ما أصبح المجتمع معتادا على التبعيّة والإعتماديّة, مرتاحا لوجود أشخاص يحددّون له قيمه وطريقة عيشه وتفكيره وحتّى المواقف والقرارات التي عليه اتّخاذها.
لقد خضع أجدادنا لهذه الأقليّة لأسباب لا أستطيع أن أخمنها, لكن سؤالي هو: لماذا تستمر الأجيال بتبني نفس الموقف ونستمر بتخويلهم موقف المسيطر؟!
ربما كان نمط حياتنا السريع قد سببّ لنا خمولا وكسلا إن لم يكن تكاسلا حتّى تعاجزنا عن إعمال عقولنا. لقد مرّت مئات السنين على عصر أجدادنا وأجدادهم, وآرائهم وأفكارهم قد عفا عليها الزمن, فمتى ندرك بأننا لا نخونهم بالتقدّم بمجتمعنا وبتنمية أنفسنا؟ متى نبدأ باتخاذ مواقفنا وقراراتنا بأنفسنا دون أن نُنبذ أو نُعتبر "مغردين خارج السرب"؟ متى نفعل مانراه نحن صائبا بدل أن نفعل ما وجدنا عليه آبائنا؟
متى نستوعب بأن واجبنا هو فعل الصحيح وليس المقبول ؟؟!
2011/06/29
"شعب الله المختار"
يالنا من شعب منافق !
ستغضبون, وتنددّون, وستأخذكم العزة بالإثم وتنكرون .. ثم ماذا ؟
ثم تظلّون منافقين.
تدّعون بأنكم شعب الله المختار, بأنكم "خدّام الحرمين", وأرضكم أرض الأنبياء
وأنتم تحورون الدين حسب أهواءكم .... ويل لكم
تتزوجون وتطلقون وتعودون لتتزوجوا وتطّلقوا .. لأن الله شرّع تعدّد الزوجات !
تكبتون زوجاتكم وبناتكم وأخواتكم, تجردونهنّ من جميع حقوقهنّ وتحبسونهنّ في سجون مترفة .. لأن الله أعطاكم حقّ القوامة, ولأنه أمر النساء بالقرار في بيوتهنّ !
تستولون على أطفالكم لا لشيء إلا للإنتقام من أمهاتهم, أو المحافظة على صوركم الإجتماعية الزائفة .. وتقولون بأن حق الحضانة والوصاية للأب وتزعمون بانه لأهله من بعده, وتتناقلونهم كإرث عائلي وتنسون بأنهم بشر لهم مشاعر وحقوق وطاقة صبر وتحمّل !
ترون كل من لا يحمل جنسيتكم أو حتى اسم قبيلتكم كائنا أقل منكم, ولا تدرون بأنكم أتفه خلق الله وأحقرهم, وبأن النبي-صلى الله عليه وسلّم- دعا أمثالكم بالجعلان ! "ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكوننَّ أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن".
تشربون وتحششّون وتزنون وتغتصبون وتظلمون وتتكبرون وتطغون وتقدمون عاداتكم وتقاليدكم الحمقاء الفارغة على أوامر الله وضوابطه
وتزعمون بأنكم أهل الدين !!!
ويحكم .. ويحكم إذ غرّتكم قدرتكم على الناس فنسيتم قدرة الله عليكم
ويل لكم من يوم الظلم فيه ظلمات .. ظلمات !
ويحكم إذ طلبتم رضا الناس برضا الله .. فغضب عليكم وأغضب عليكم الناس
تحمدون الله على نعمة الإسلام وعلى إخراجكم من ظلام الجاهليّة ولا ترون أنكم تمثيل حيّ لمن "قالوا إناّ وجدنا آباءنا على أمّة وإنّا على آثارهم مهتدون"
نسيتم بأن الدين يؤخذ كله أو يترك كله وأن الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه يناقض الدين ولكن .. لنا ربّ يمهل ولا يهمل
ستغضبون, وتنددّون, وستأخذكم العزة بالإثم وتنكرون .. ثم ماذا ؟
ثم تظلّون منافقين.
تدّعون بأنكم شعب الله المختار, بأنكم "خدّام الحرمين", وأرضكم أرض الأنبياء
وأنتم تحورون الدين حسب أهواءكم .... ويل لكم
تتزوجون وتطلقون وتعودون لتتزوجوا وتطّلقوا .. لأن الله شرّع تعدّد الزوجات !
تكبتون زوجاتكم وبناتكم وأخواتكم, تجردونهنّ من جميع حقوقهنّ وتحبسونهنّ في سجون مترفة .. لأن الله أعطاكم حقّ القوامة, ولأنه أمر النساء بالقرار في بيوتهنّ !
تستولون على أطفالكم لا لشيء إلا للإنتقام من أمهاتهم, أو المحافظة على صوركم الإجتماعية الزائفة .. وتقولون بأن حق الحضانة والوصاية للأب وتزعمون بانه لأهله من بعده, وتتناقلونهم كإرث عائلي وتنسون بأنهم بشر لهم مشاعر وحقوق وطاقة صبر وتحمّل !
ترون كل من لا يحمل جنسيتكم أو حتى اسم قبيلتكم كائنا أقل منكم, ولا تدرون بأنكم أتفه خلق الله وأحقرهم, وبأن النبي-صلى الله عليه وسلّم- دعا أمثالكم بالجعلان ! "ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكوننَّ أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن".
تشربون وتحششّون وتزنون وتغتصبون وتظلمون وتتكبرون وتطغون وتقدمون عاداتكم وتقاليدكم الحمقاء الفارغة على أوامر الله وضوابطه
وتزعمون بأنكم أهل الدين !!!
ويحكم .. ويحكم إذ غرّتكم قدرتكم على الناس فنسيتم قدرة الله عليكم
ويل لكم من يوم الظلم فيه ظلمات .. ظلمات !
ويحكم إذ طلبتم رضا الناس برضا الله .. فغضب عليكم وأغضب عليكم الناس
تحمدون الله على نعمة الإسلام وعلى إخراجكم من ظلام الجاهليّة ولا ترون أنكم تمثيل حيّ لمن "قالوا إناّ وجدنا آباءنا على أمّة وإنّا على آثارهم مهتدون"
نسيتم بأن الدين يؤخذ كله أو يترك كله وأن الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه يناقض الدين ولكن .. لنا ربّ يمهل ولا يهمل
2011/06/19
Gandhi: We think it is time that you recognized that you are masters in someone else's home. Despite the best intentions of the best of you, you must, in the nature of things, humiliate us to control us. General Dyer is but an extreme example of the principle... it is time you left
2011/06/15
شريعة الخوف
ينظر القاتل إلى شَبَح القتيل , لا إلى
عينيه , بلا ندم . يقول لمن حوله : لا
تلوموني , فأنا خائف . قتلتُ لأني خائف ,
وسأقتل لأني خائف. بعض المشاهدين
المدربين على تفضيل التحليل النفساني على
فقه العدل , يقول: إنه يدافع عن نفسه.
والبعض الآخر من المعجبين بتفوُّق التطور
على الأخلاق , يقول : العدل هو ما يفيض
من كرم القوة . وكان على القتيل أن
يعتذر عما سبَّب للقاتل من صدمة !
والبعض الآخر , من فقهاء التمييز بين الواقع
والحياة , يقول : لو وقفتْ هذه الحادثة
العادية في بلاد أخرى غير هذه البلاد
المقدسة , أكان للقتيل اسم وشهرة ؟
فلنذهبنَّ , إذن إلى مواساة الخائف .
وحين مشوا في مسيرة التعاطف مع
القاتل الخائف , سألهم بعض المارة من
السُيَّاح الأجانب : وما هو ذنب الطفل ؟
فأجابوا : سيكبر ويسِّبب خوفاً لابن
الخائف . وما هو ذنب المرأة ؟ قالوا :
ستلد ذاكرة. وما هو ذنب الشجرة ؟
قالوا: سيطلع منها طائر أَخضر . وهتفوا:
الخوف , لا العدل , هو أساس الملك
أما شبح القتيل , فقد أطلَّ عليهم من
سماء صافية. وحين أطلقوا عليه النار
لم يروا قطرة دم واحدة !... وصاروا
خائفين !
محمود درويش
س
عبث, عبث وفوضى .. هذه هي الحياة !
لماذا تُفجعنا هكذا؟ في ليلة ننام معتقدين بأنّه معنا .. فنصحو بدونه !
و أنا .. أنا التي طالما أحبني ونسج لنا أحلاما وردية , سخيفة أحيانا كما كنت أخبره
فيسألني -بتحسسّ ربما- "الأحلام بفلوس؟" أجيبه: لا, ولكن .. فيقول: اتركيني أحلم إذن
يحدثني ساعات عن بيتنا, حياتنا, أولادنا .. حبّنا الكبير
حتى بعد هجري له, وعلمي وعلمه بأننا قد انتهينا .. لم يملّ أبدا من السؤال عنّي وتذكيري بأنّ على الساحل الآخر هناك من يفرّط بالدنيا كُلّها لعينيّ
هل أحببته؟ لا أعتقد, أعتقد بأنّي أحببت طيبته, وأَلفتُه, ربما أحببت أنّه يحبّني
أشعر بقليل من الذنب بين لحظة وأُخرى ..
تركتُه .. تعذّب .. ثم ترك الدنيا بأكملها ورحل
هل كان من الممكن أن أكون دواءه؟
مؤلمة هذه الأسئلة .. التي لا تخطر لنا إلا بعد فوات الأوان
حين لا تفيدنا إجابتها في تغيير شيء
ولكن .. لا نستطيع إلا أن نسئلها !
لماذا تُفجعنا هكذا؟ في ليلة ننام معتقدين بأنّه معنا .. فنصحو بدونه !
و أنا .. أنا التي طالما أحبني ونسج لنا أحلاما وردية , سخيفة أحيانا كما كنت أخبره
فيسألني -بتحسسّ ربما- "الأحلام بفلوس؟" أجيبه: لا, ولكن .. فيقول: اتركيني أحلم إذن
يحدثني ساعات عن بيتنا, حياتنا, أولادنا .. حبّنا الكبير
حتى بعد هجري له, وعلمي وعلمه بأننا قد انتهينا .. لم يملّ أبدا من السؤال عنّي وتذكيري بأنّ على الساحل الآخر هناك من يفرّط بالدنيا كُلّها لعينيّ
هل أحببته؟ لا أعتقد, أعتقد بأنّي أحببت طيبته, وأَلفتُه, ربما أحببت أنّه يحبّني
أشعر بقليل من الذنب بين لحظة وأُخرى ..
تركتُه .. تعذّب .. ثم ترك الدنيا بأكملها ورحل
هل كان من الممكن أن أكون دواءه؟
مؤلمة هذه الأسئلة .. التي لا تخطر لنا إلا بعد فوات الأوان
حين لا تفيدنا إجابتها في تغيير شيء
ولكن .. لا نستطيع إلا أن نسئلها !
2011/05/29
2011/03/29
شُكراً لكم ..
شُكراً لكم . .
فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
وقصيدتي اغْتِيلتْ ..
وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..
- إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..
يا غجريَّتي الشقراءَ ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟
بلقيسُ ..
| |
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
| |
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
| |
سَبَـأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
| |
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
| |
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
| |
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
| |
بلقيسُ ..
| |
يا عصفورتي الأحلى ..
| |
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
| |
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ
| |
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
| |
ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ
| |
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
| |
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
| |
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
| |
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
| |
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
| |
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
| |
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
| |
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
| |
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
| |
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
| |
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
| |
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
| |
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
| |
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
| |
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
| |
صارَ القضيَّةْ
نزار قباني
|
عليك أن تكون أبيض, فهنالك ماهو أغلى من الحريّة, ومن الحياة ...
ما هو؟
البياض
" ويقول علماء التاريخ الطبيعي أن السمّور حيوان صغير ذو فراء أبيض, شديد البياض. وإذا أراد الصيادون صيده يستخدمون هذه الحيلة: يلاحظون المسالك التي يعتاد المرور بها, ويضعون فيها الطين ثم يأخذون في مطاردته. وحين يصل السمّور إلى المكان الذي وسخه الطين يتوقف دفعة واحدة, ويفضل أن يُصطاد ويُقتل على أن يمرّ في الطين, ويوسّخ بياض فرائه, لأنه يُفضّل البياض على الحرية وعلى الحياة "
سرفانتس في حكاية المستطلع الفاسد الرأي
من ذاكرة للنسيان .. محمود درويش
ما هو؟
البياض
" ويقول علماء التاريخ الطبيعي أن السمّور حيوان صغير ذو فراء أبيض, شديد البياض. وإذا أراد الصيادون صيده يستخدمون هذه الحيلة: يلاحظون المسالك التي يعتاد المرور بها, ويضعون فيها الطين ثم يأخذون في مطاردته. وحين يصل السمّور إلى المكان الذي وسخه الطين يتوقف دفعة واحدة, ويفضل أن يُصطاد ويُقتل على أن يمرّ في الطين, ويوسّخ بياض فرائه, لأنه يُفضّل البياض على الحرية وعلى الحياة "
سرفانتس في حكاية المستطلع الفاسد الرأي
من ذاكرة للنسيان .. محمود درويش
2011/03/28
ع
توقّفت عن البكاء منذ بعض الوقت, ودخلت في حالة تبلّد, تجمّد, أو شيء مشابه.
تأخرت بغبائها وجبنها فلم يعد من أمل لأن يتغيّر أي شيء.
حتّى صديقاتها استسلمن لأضعف الإيمان, وودعنها بقلوبهنّ ودعائهنّ.
زواجها المشؤوم بات قريبا, استوعبت ذلك في الليلة الماضية وبكت نفسها بحُرقة, ليس لأنّها ترى احتماليّة تعاسة مصيرها, بل لشعورها برفض شديد و تقبّل أشدّ لهذا المصير المجهول !
أحزنها أن ترى نفسها واقفة بغير رضاها على أبواب الجحيم واقتناعها بحتميّة أخذ خطوة إلى الأمام.
تمنّت أن يكون كل شيء بعكس ماتتوقعه, و بأفضل ممّا تتمناه.
ولكن ... ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه !ِِ
عم يسألوني عليك الناس
يصعب عليّ خبّر الأصحاب .. ع اللي جرى مابينك وبيني
نحنا اللي كنّا فرحة الأحباب .. وينك اليوم يافرحتي وويني
شربنا انا ويّاك أي كاس .. شو بقول خبّرني لكل الناس
عم يسألوني عليك الناس .. كانوا يشوفونا سوا
شو بقول خبّرني لكل الناس .. طيّر أمانينا الهوا
وما عاد نتلاقى سوا .. هيك بيريد الهوى
2011/03/26
2011/03/05
2011/02/27
" تقبّل فكرة أن الأشياء العادية يمكن أن تحدث أيضا " - مارسيل بانيول
وحياتي ملأى بهذه الأشياء العادية, ولا زلت أواجه صعوبة في تقبّلها !
موت, فراق, مرض, طلاقات كثيرة, زواجات غير مبررّة, تفرقة, خسارات, أحلام لا تملك إلّا أن تنتظر..
وأمام كل هذه الأشياء .. العادية جدا .. أقف منكرة, مذهولة !
كثيرا ما تخيلت "سيناريوهات" تحدث فيها أشياء عادية كهذه .. أتخيلها وأفكر فيها وأشاطرها صديقاتي ثم أعود لأطمئن نفسي بأنّها لن تحدث لي
هذه الأشياء تحدث فقط لمن لا أعرف, لابنة أخت جارتنا, لزوج خالة أمي, لأصدقاء أخوتي .. لا أدري لمن أيضا
ولكن ليس لي .. ولا لأحبائي
وبعد كل حدث عادي, أؤكد لنفسي بأنه كان الأخير
والآن, خلال كتابتي هذه السطور: مدركة أنا بأن الأشياء العادية يمكن أن تحدث أيضا .. مؤمنة بأنها لن تحدث لي مجدّدا
وبين الإدراك والإيمان, لا أملك إلا أن أستسلم للأخير !
وحتى لو لم يبدُ هذا منطقيا للبعض, فأنا لم أكن دائما ممن يهتمون بمنطقية الأشياء !
2011/02/21
2011/01/28
طفح الكيل .. وقد آن لكم أن تسمعوا قولا ثقيلا
نحن لا نجهل من أنتم
غسلناكم جميعا .. وعصرناكم .. وجفّفنا الغسيلا
إننا لسنا نرى مغتصب القُدس .. يهوديا دخيلا
فهو لم يقطع لنا شبرا من الأوطان
لو لم تقطعوا من دونه عنّا السبيلا
أنتم الأعداء
يامن قد نزعتم صفة الإنسان من أعماقنا جيلا فجيلا
واغتصبتم أرضنا منّا
وكنتم نصف قرن .. لبلاد العرب محتلا أصيلا
أنتم الأعداء
يا شجعان سلم ..زوجوا الظلم بظلم
وبنوا للوطن المحتل عشرين مثيلا !
أتعدّون لنا مؤتمرا ؟
كلّا
كفى
شكرا جزيلا
لا البيانات ستبني بيننا جسرا
ولا فتل الإدانات سيجديكم فتيلا
نحن لا نشري صُراخا بالصواريخ
ولا نبتاع بالسيف صليلا
نحن لا نبدّل بالفرسان أقنانا
ولا نبدّل بالخيل الصهيلا
نحن نرجو كل من فيه بقايا خجل .. أن يستقيلا
نحن لا نسألكم إلا الرحيلا
وعلى رغم القباحات التي خلفتموها
سوف لن ننسى لكم هذا الجميلا
ارحلوا
أم تحسبون الله لم يخلق لنا عنكم بديلا ؟
أي إعجاز لديكم؟
هل من الصعب على أي امرئ .. أن يلبس العار
وأن يصبح للغرب عميلا ؟!
أي إنجاز لديكم؟
هل من الصعب على القرد إذا ملك المدفع .. أن يقتل فيلا ؟!
ما افتخار اللص بالسلب؟
وما ميزة من يلبد بالدرب .. ليغتال القتيلا ؟
احملوا أسلحة الذلّ وولّوا .. لتروا
كيف نُحيل الذلّ بالأحجار عزّا .. ونُذلّ المستحيلا
أحمد مطر
"ظلم الأهل صعب وقاس. والأصعب منه المنفى الذي نشعر به حتى ونحن في أمكنتنا التي ألفناها. المنفى الكبير هو الانفصال الكلّي عن المكان الذي نعيش فيه لأسباب متعددّة لا نعرفها جيدا". واسيني الأعرج
مُنفصلة!
مُنفصلة!
هذا هو ماكنت أشعر به إذا .. هذه هي الكلمة التي كنت أحاول جاهدة البحث عنها ولا أجدها, فأُحبط, وأسكُت.
دُعيت بمسميات كثيرة: غريبة, مختلفة, انعزاليّة, في حين أن الكلمة الوحيدة التي تختصر وضعي بأكمله هي مُنفصلة.
الفرق بيني وبين الأمير عبدالقادر, في رواية واسيني, هو أنّي أعرف الأسباب التي تمنعني من الاندماج في محيطي, لكن ... لأنتمي عليّ أن أقدّم الكثير من التنازلات .. ذاك النوع من التنازلات الذي لن أسمح لنفسي أبدا بتقديمه
حتى ولو كنت أحكم على نفسي بأن أظلّ أبدا عالقة في منفاي هذا.
2010/12/26
شيكاجو
".. يقاتل الجندي أعداءه بضراوة, يتمنى لو يفنيهم جميعا .. لكنه إذا قُدّر له, مرة واحدة, أن يعبر إلى الجانب الآخر ويتجول بين صفوفهم, سيجدهم بشرا طبيعيين مثله, سيرى أحدهم يكتب خطابا لزوجته, وآخر يتأمل صور أطفاله, وثالثا يحلق ذقنه ويدندن ..كيف يفكر الجندي حينئذ؟ ربما يعتقد أنه كان مخدوعاعندما حارب هؤلاء الناس الطيبين وعليه أن يغير موقفه منهم .. أو .. ربما يفكر أن مايراه مجرد مظهر خادع, وأن هؤلاء الوادعين ماإن يتخذوا مواقعهم ويشهروا أسلحتهم حتى يتحولوا إلى مجرمين, يقتلون أهله ويسعون إلى إذلال بلده ..
يا الله! هل هؤلاء بشر مثلنا؟ هل كانوا يوما ما أطفالا أبرياء؟ كيف ينحصر عمل إنسان ما في ضرب الناس وتعذيبهم؟ كيف يستطيع من يعذب إنسانا أن يأكل وينام ويداعب أطفاله؟!
ربما تجد صعوبة في فهم ذلك لأنك مازلت شابا .. عندما يعشق رجل امرأة ويتعلق بها بشدة ثم يكتشف أنها تخونه, هل تفهم هذا النوع من العذاب؟ .. أن تلعن المرأة وفي نفس الوقت تحبها ولا تستطيع أبدا أن تنساها! هكذا أحس نحو مصر .. أحبها وأتمنى أن أقدم كل مالديّ من أجلها .. لكنها ترفضني!
إن عداءنا نحن العرب يجب أن ينصب على الحركة الصهيونية وليس الديانة اليهودية .. لا يمكن أن نعادي أتباع ديانة معينة .. هذا السلوك الفاشي غريب عن تسامح الإسلام, كما أنه يعطي الآخرين الحق في معاملتنا بنفس العنصرية..
من رواية شيكاجو لعلاء الأسواني
ماأشبهني بذلك الجندي .. أنا الآن في أمريكا التي طالما هاجمتها وهتفت بسقوطها وأحرقت علمها في المظاهرات .. أمريكا المسئولة عن إفقار وشقاء ملايين البشر في العالم .. أمريكا التي ساندت إسرائيل وسلّحتها ومكّنتها من قتل الفلسطينيين وانتزاع أرضهم .. أمريكا التي دعمت كل الحكّام الفاسدين المستبدين في العالم العربي من أجل مصالحها .. أمريكا الشريرة هذه أراها الآن من الداخل فتنتابني حيرة ذلك الجندي, ويلح عليّ السؤال: هؤلاء الأمريكيون الطيبون الذين يتعاملون مع الغرباء بلطف, الذين يبتسمون في وجهك ويحيونك بمجرد أن تلقاهم, الذين يساعدونك ويفسحون لك الطريق أمام الأبواب ويشكرونك بحرارة لأقل سبب, هل يدركون مدى بشاعة الجرائم التي تقترفها حكوماتهم في حق الإنسانية؟"
يا الله! هل هؤلاء بشر مثلنا؟ هل كانوا يوما ما أطفالا أبرياء؟ كيف ينحصر عمل إنسان ما في ضرب الناس وتعذيبهم؟ كيف يستطيع من يعذب إنسانا أن يأكل وينام ويداعب أطفاله؟!
ربما تجد صعوبة في فهم ذلك لأنك مازلت شابا .. عندما يعشق رجل امرأة ويتعلق بها بشدة ثم يكتشف أنها تخونه, هل تفهم هذا النوع من العذاب؟ .. أن تلعن المرأة وفي نفس الوقت تحبها ولا تستطيع أبدا أن تنساها! هكذا أحس نحو مصر .. أحبها وأتمنى أن أقدم كل مالديّ من أجلها .. لكنها ترفضني!
إن عداءنا نحن العرب يجب أن ينصب على الحركة الصهيونية وليس الديانة اليهودية .. لا يمكن أن نعادي أتباع ديانة معينة .. هذا السلوك الفاشي غريب عن تسامح الإسلام, كما أنه يعطي الآخرين الحق في معاملتنا بنفس العنصرية..
من رواية شيكاجو لعلاء الأسواني
2010/12/24
شيء سيبقى بيننّا
غدا نمضي كما جئنا
وقد ننسى بريق الضوء والألوان
وقد ننسى امتهان السجن والسجّان
وقد نهفو إلى زمن بلا عنوان
وقد ننسى وقد ننسى
فلا يبقى لنا شيء لنذكره مع النسيان
ويكفي أننّا يوما .. تلاقينا بلا استئذان
زمان القهر علمنا
بأن الحب سلطان بلا أوطان
وأن ممالك العشق أطلال
وأضرحة من الحرمان
وأن بحارنا صارت بلا شطآن
وليس الآن يعنينا
إذا ماطالت الأيام
أم جنحت مع الطوفان
فيكفي أننّا يوما تمردنا على الأحزان
وعشنا العمر ساعات
فلم نقبض لها ثمنا
ولم ندفع لها دينا
ولم نحسب مشاعرنا
ككل الناس .. في الميزان
فاروق جويدة
2010/12/13
ظل الأفعى, ليوسف زيدان
رسالة
يا ابنتى الحبيبة، ما كُلُّ هذه الحيرة التى تعصف بروحك؟ أعرف أنك لم تنامى جيداً ليلة أمس. قلبى حَدَّثنى بذلك، ولذا أرقتُ معك حتى الصباح، ووددت أن أضمَّك لحضنى، وأمسح بيدى على رأسك لأزيل عنها الأوهام .. الأوهامُ، أكثرُ ما كنتِ تعيشين به، وله. ولستِ فى ذلك وحدك، يا ابنتى، فهى صفة فى الإنسان! يجهد روحه، ويكذِّب عقله، حتى إذا أُنْهِكَ .. استسلم للأوهام، ونام. غير أن روحه تعود فترفرف، وعقله لاتكفُّ ومضاته المقلقة لاستنامة الوهم، فيقلق، ويأرق ويغرق فى بحر الحيرة .. مثلما كان حَالُكِ الليلةَ الفائتة.
لن أنصحك بشئ، فلاشئ أثقلُ على النَّفْس الحرَّة، الحرَّى، من تلقِّى النصائح. وإنما سأرجوكِ، أن تسألينى. اسألينى يا ابنتى، لأن السؤال هو الإنسان. الإنسان سؤالٌ لا إجابة. وكل وجودٍ إنسانىٍّ احتشدت فيه الإجابات، فهو وجود ميت! وما الأسئلةُ إلا روحُ الوجود .. بالسؤال بدأت المعرفة، وبه عرف الإنسانُ هويته. فالكائنات غير الإنسانية لاتسأل، بل تقبل كل ما فى حاضرها، وكل ما يحاصرها. الإجابة حاضرٌ يحاصر الكائن، والسؤالُ جناحٌ يحلِّق بالإنسان إلى الأفق الأعلى من كيانه المحسوس. السؤالُ جرأةٌ على الحاضر، وتمرُّدُ المحاصَر على المحاصِر .. فلا تحاصرك يا ابنتى الإجابات، فتذهلك عنك، وتسلب هويتك.
كانت إحدى أستاذاتى الطاعنات فى العمر، تردِّد دوما وبلا ملل: السؤال نصف الإجابة! وأوصتنى مرة، بل مرات، أن أحتفى بالسؤال الجيد, فالأسئلة الجيدة نادرةٌ، ويجدر بنا الاحتفاء بها. كانت تضيف بحكمة امرأةٍ مقدَّسةٍ تجاوزت ثمانين عاما من عمرها، ما معناه أن السؤال مهما كان جيداً، فلن يلغى حقيقةً قاسيةً تقول: من الأسئلة، ماليست له إجابات! وظلت تؤكِّد لنا، قبل موتها بشهور: الإجابةُ مضى وقتها، انتهت أزمنتها، ونحن اليوم فى زمن التساؤل! .. ماتت الأستاذة على مشارف التسعين من عمرها، ويقال إن آخر ما همست به على فراش الموت: كيف يمكن صياغة كل هذه الأسئلة؟
وأنتِ يا ابنتى معذورة فى حيرتك، وفى تردُّدك عن طرح السؤال .. فقد نشأتِ فى بلاد الإجابات، الإجابات المعلَّبة التى اختُزنت منذ مئات السنين، الإجابات الجاهزة لكل شئ، وعن كل شئ. فلا يبقى للناس إلا الإيمان بالإجابة، والكفر بالسؤال. الإجابة عندهم إيمان، والسؤال من عمل الشيطان! .. ثم تسود من بعد ذلك الأوهامُ، وتسودُّ الأيامُ، وتتبدَّدُ الجرأةُ اللازمة والملازمة لروح السؤال.
لكنكِ الآن يا ابنتى، خرجتِ عن هذا الإطار، وتحطَّمت من حول رأسك هذه الأسوار، وبلغتِ رشدك .. فإن شئتِ فارجعى إلى ما كنتِ عليه، وكونى ما أراده جَدُّك وما يريده زوجك وما يريحكِ على فراش أوهام الناس. أو كونى أنتِ، فاسألى .. اسألى نفسك، واسألينى، واسألى الوجود الزاخر من حولك، عن كل ما كان، وعما هو كائن، وعما سيكون. عساكِ بذلك أن تعرفى، كيف كان ما كان، ولِمَ صار العالـمُ إلى ماهو عليه الآن .. تعرفين، فتسألين. ثم تسألين، فتعرفين .. فتكونين أنتِ، لا هُم!
رسالة
مالكِ يا ابنتى؟ قلبى يحدثنى بأنكِ مضطربة، وبأنك أرقتِ الليلة الفائتة. لاتستسلمى يا حبيبتى لأحزانك، فلا شئ يهدُّ الأركان، مثلما يفعل طغيانُ الأحزان .. وأنت يا حَبَّةَ القلب، مازلتِ بعدُ صغيرةً على الحزن. فاطرحيه خلفك، وفوِّتى منه ما استطعتِ. وقد نلتُ أنا منه، نصيبنا نحن الإثنتين، وزيادة. والأحزان يا ابنتى لاتنتهى، فتعالى نضمُّها لنحتويها، فلا تحتوينا .. تعالى نصفو، فنحلِّق فى أفق الفرح النبيل. آه، لقد صحوتُ اليوم من نومى، فرحةً؛ فعند الفجر، حلمتُ بك تمرحين كطفلة فى مروجٍ مزهرة، كانت ابتسامتك تملأ الكون .. اشتقتُ كثيراً لابتسامتك، ولصفاء عينيك الواسعتين.
2010/11/12
نادرا ما تمطرنا الحياة بالأفراح كما فعلت معي اليوم!
سأستغل هذه اللحظات ..
سأفرح بلا أن أفكر بالعواقب, بما يمكن أن يحدث أو لا يحدث, سأفكر بما حدث فقط .. وسأفرح
كتبت هذا "النصّ" في دفتري منذ أكثر من سنة, ومررت به اليوم !
فعلا, فرحت جدّا ذاك اليوم .. وفرحت لأسابيع عديدة بعده
ولكن ... كلّ ماأعطته لي الحياة عادت فأخذته !
وتركتني وحيدة, مكسورة, مكسورة, مكسورة !
"وماتسلبه يدّ الحياة لا تستعيده أيدي البشر مهما طالت" محمد حسن علوان
سينتصر الفلسطينيّون. سينتصرون لأنّهم يناضلون في سبيل إحقاق الحقّ, واستعادة الأرض, والذود عن العرض, و حماية للشرف, ورفعا للذلّ. سينتصرون لأنّهم يملكون قضيّة ,وإيمانا راسخا ,وأملا لا يخبو في حتميّة النصر. سينتصرون لأن جميع الفلسفات والحكم تقرّ بأن اليأس يولّد أخطر وأشرس أنواع البشر. أناس فقدوا كل شيء ولم يعد لديهم ما يخافون عليه. سننتصر, لأن فلسطين قضية وجود لدينا وحدود لديهم كما قال حكيمنا جورج حبش. لأنّنا نطلب النصر أو الشهادة, ويطلبون أرضا وحياة !
"وحتّى إن ملّ البعض من النضال, فهناك أجيال آتية. وكما كنّا نتعلّم من الحزن في عيون آبائنا, سوف يلتقط منّا من يأتي بعدنا الرسالة" ناجي العلي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)